اخبار الخليج

الإماراتية بصمة متميزة في قطاع الطاقة النووية

بصمات استثنائية، وضعتها المرأة الإماراتية خلال مسيرتها المتميزة لتطوير قطاع الطاقة النووية السلمية بالدولة، فهذا القطاع الحيوي، الذي تميز بحضور قوي من الكفاءات النسائية الإماراتية، التي تقوم بدور مهم في تحقيق الإنجازات المتتالية، وفي مقدمتها تطوير محطات براكة للطاقة النووية السلمية، أول مشروع للطاقة النووية متعدد المحطات في مرحلة التشغيل بالعالم العربي، حيث تصل نسبة النساء في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها إلى 20%، وهي من أعلى النسب على مستوى العالم. يأتي ذلك ثمرة لتوجيهات القيادة الرشيدة، وحرصها على تمكين المرأة الإماراتية في مختلف المجالات، ومن أبرزها: العلمية، والتكنولوجية المتقدمة.

ومنذ إطلاق البرنامج النووي السلمي الإماراتي، حرصت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على تمكين الكفاءات النسائية في هذا القطاع، حيث تتولى هذه الكفاءات مناصب مختلفة، في عدد من المجالات، بما في ذلك: الهندسة، والعمليات التشغيلية، والسلامة النووية، وغيرها من التخصصات الفنية، التي تساهم في ضمان التزام سير العمل بمحطات براكة، وفق المتطلبات الرقابية المحلية، وأعلى المعايير العالمية.

وقد حرصت مجلة «زهرة الخليج» على استعراض ما تحقق من إنجازات مهمة، على صعيد تطوير وتمكين الكفاءات النسائية في هذا القطاع العلمي والتكنولوجي المتقدم، عبر مقابلات مع مجموعة من الإماراتيات ذوات الكفاءة في محطات براكة للطاقة النووية، وتسليط الضوء على دورهن، ومساهماتهن في هذا القطاع الحيوي والاستراتيجي، إذ أكدن أهمية دور المرأة الإماراتية كمساهم فاعل في تحقيق أهداف الحياد المناخي بحلول عام 2050، وتحقيق مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.

  • موزه المزروعي
    موزه المزروعي

تحديات العمل

البداية كانت مع موزه المزروعي، مشغلة مفاعل، وتخوض حالياً برنامجاً تدريبياً متقدماً، يؤهلها للحصول على ترخيص الهيئة الاتحادية للرقابة النووية؛ لضمان عمليات تشغيلية مستدامة في محطات براكة للطاقة النووية، وفق أعلى المعايير العالمية.

تقول المزروعي: «انضممت إلى البرنامج النووي السلمي الإماراتي؛ لقناعتي بأهمية قطاع الطاقة النووية، الذي يحظى باهتمام استثنائي في دولة الإمارات، إلى جانب كونه من القطاعات الحيوية، التي لها تأثير إيجابي واسع».

وحول تحديات العمل، لفتت إلى أن بُعْد المسافة، بين محل إقامتها وعملها، كان تحدياً لها في بداية عملها، إلا أن مرونة ساعات العمل ساعدتها في التغلب على هذا التحدي، فضلاً عن التعاون وروح العمل المشتركة بين فرق العمل.

وأكدت المزروعي أن المرأة الإماراتية تجسد نموذجاً للنجاح؛ فهي قادرة على العمل بجانب الرجل في جميع القطاعات، الأمر الذي يبرز جلياً في قطاع الطاقة النووية، بفضل جهود دولة الإمارات، التي مكنت الكفاءات النسائية من النجاح في هذا القطاع. فاليوم بمجال الطاقة النووية، تعمل النساء في أقسام عدة، مثل: التشغيل، ودعم التشغيل، والحماية والأمن والسلامة، والموارد البشرية.

  • موزه القحطاني
    موزه القحطاني

توظيف الشغف

قالت موزه القحطاني، ابنة الـ25 ربيعاً، التي تحمل شهادة البكالوريوس في هندسة الطاقة النووية: «اخترت العمل بمجال الطاقة النووية، انطلاقاً من شغفي بمجال العلوم والفيزياء، حيث أردت توظيف هذا الشغف في دعم مسيرة تطور وازدهار دولة الإمارات، وأطمح لأن تكون من الدول الرائدة في استخدام الطاقة النووية السلمية. وأنا، في الحقيقة، ممتنة جداً لقيادتنا الرشيدة على توفير جميع الإمكانات، التي من شأنها أن ترتقي بقدرات الكفاءات الإماراتية في قطاع الطاقة النووية، خاصة الدعم المستمر لكل ما يعزز تمكين المرأة في مثل هذا القطاع الحيوي المهم».

وأضافت: «بدأت مسيرتي المهنية في هذا المجال كمتخصصة في كتابة إجراءات العمليات وإدارة السجلات بمحطات براكة. بالطبع، هذا المجال، مثله مثل أي مجال آخر، لا يخلو من تحديات، أبرزها بالنسبة لي كانت كيفية الموازنة بين الحياة المهنية والشخصية. لكن مع مرور الوقت، تمكنت من التغلب على هذا التحدي، بفضل حرص المسؤولين في المؤسسة على توفير بيئة عمل مناسبة، وتقديم كل الدعم للكفاءات النسائية، وتعزيز سبل راحتها على الصعد كافة».

وتابعت: «يمكن ملاحظة ذلك من خلال الأدوار الوظيفية المتنوعة، التي تشغلها الكفاءات النسائية الإماراتية في مختلف التخصصات والمناصب القيادية بقطاع الطاقة النووية. أنا فخورة جداً بدوري، أنا وزميلاتي، في مسيرة تطوير محطات براكة للطاقة النووية، حيث أثبتت المرأة الإماراتية اليوم مكانتها ودورها المهم في القطاعات العلمية المتقدمة، إذ تساهم بشكل أساسي في تحقيق أهداف المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050. لذا، أود أن أتوجه برسالة خاصة إلى المرأة الإماراتية، هي: اتبعي شغفك، وواصلي السعي وراء أحلامك، فنحن ننعم بقيادة تدعم المرأة، وننعم، أيضاً، بدولة توفر لنا كل فرص وإمكانات التميز».

  • فاطمة النقبي
    فاطمة النقبي

مشروع طموح

تعد فاطمة النقبي من النماذج المشرفة في قطاع الطاقة النووية، فهي تحمل درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية، ودبلوماً عالياً في التكنولوجيا النووية، وقد بدأت مسيرتها في الطاقة النووية كمشغل مفاعل ميداني عام 2016. ومنذ ذلك الحين، التحقت بالعديد من البرامج التدريبية، والدورات المتقدمة، وهي حالياً ضمن برنامج تدريبي؛ للحصول على رخصة مشغل مفاعل نووي من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية.

وعند سؤالها عن سبب اختيارها العمل في مجال الطاقة النووية، والتحديات التي تواجهها اليوم في هذا المجال، قالت إن الطاقة النووية، اليوم، توفر إمكانات كبيرة في العديد من المجالات، لعل أبرزها إنتاج الكهرباء الصديقة للبيئة، ما يجعله من القطاعات المهمة جداً، التي سيكون لها دور كبير في المستقبل؛ لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة.

وأضافت: «عندما علمت بالمشروع الطموح، الذي بدأت دولة الإمارات العمل على تطويره، وهو محطات براكة للطاقة النووية، أردت بشدة أن أكون جزءاً من مسيرة تطوير مثل هذا المشروع الاستراتيجي، الذي سيوفر لدولة الإمارات مصدراً موثوقاً من الطاقة الكهربائية النظيفة على مدار الأعوام الـ60 المقبلة. وللوصول إلى هذا المستوى من الخبرة، التي أمتلكها اليوم، استغرق مني ذلك سنوات من الدراسة والتخصص، إضافة إلى التدرب المستمر، الذي توفره محطات براكة؛ لمواكبة كل جديد في هذا المجال، الذي يعد دائم التطور».

وأكدت النقبي: «أشعر بالفخر الشديد؛ كوني جزءاً من فريق عمل محطات براكة، خاصة أن المرأة تمثل 20% من إجمالي القوى العاملة بمؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها، وهذه من النسب الأعلى في قطاع الطاقة النووية العالمي. وهنا، أود أن أتوجه بجزيل الشكر إلى قيادتنا الرشيدة، التي وفرت لنا كل الإمكانات؛ لنكون جزءاً مهماً وفاعلاً في مسيرة تطوير هذا القطاع الاستراتيجي، الذي يساهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات كواحدة من الدول الرائدة والمتقدمة في قطاع الطاقة على مستوى العالم».

وختمت المهندسة فاطمة النقبي: «أود أن أستغل هذه الفرصة؛ لأدعو جميع الإماراتيات إلى مواصلة جهودهن وعطائهن، إذ إن المرأة الإماراتية قادرة على المساهمة في تحقيق كل ما من شأنه أن يدفع بعجلة تطور وازدهار دولتنا».

نموذج مشرق

مهندسة الأنظمة في محطات براكة للطاقة النووية، دانة المنصوري، أكدت أن المرأة الإماراتية تعد اليوم شريكة للرجل في مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة بالدولة، ونموذجاً مشرقاً للنساء في مختلف دول العالم، وفي جميع المجالات، ومن أبرزها الطاقة النووية، حيث برهنت على امتلاكها مستويات عالية من الكفاءة في العمل.

ولفتت إلى الدعم، الذي تحظى به ابنة الإمارات من قِبَل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والشركات التابعة لها، إذ توفر لها برامج التدريب والتطوير المتنوعة، لتمكينها من مواصلة تقدمها الوظيفي، ولتسهم في تحقيق المزيد من التطور في المجالات المختلفة، لمستقبل أكثر إشراقاً للجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى